بعث النار

**الشيخ الرفاعي** الإثنين مارس 15, 2010 5:07 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق – المبعوث رحمة للعالمين

ثم أما بعد . ؛

- في أثناء تأملي أحوال الدنيا و الحياة التي نحياها هذه الأيام وجدت أن الكثير من الناس و قد ابتعد كثيراً عن طريق الله – طريق الحق – طريق الصواب .

- وجدت الشباب في الشارع و قد تملكهم الشيطان تماماً فالألفاظ و العادات ليست كتلك التي تربينا و تعودنا عليها . فالشباب يأتون بألفاظ لا علاقة لها بالإسلام و لا الدين ( أياً كان ) لا من قريب و لا من بعيد . و طبعاً فإن هذا جزء من كل لا يعلم به إلا الله سبحانه و تعالى .

أما عن الفتيات اليوم فحدث و لا حرج فكما تعلمنا ( الجواب بيبان من عنوانه ) و إن كان العنوان هو القصير و الضيق و التبرج الفج الجريء الغريب على عاداتنا الإسلامية فما بالنا بالمضمون ؟؟!

و في الحقيقة أن ما أراه و نراه جميعا يومياً من تعدي صارخ على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف . . هو ما يدعوني اليوم لأكتب بل و أصرخ في الجميع أفيقوا قبل فوات الأوان .

- قديما لم يكن الله ليهدي الكافرين و هو القادر جل في علاه على هداهم للإسلام قلباً و قالباً . و لكنه لم يفعل ذلك فقد خلقهم و أشهدهم و هم مجرد أرواح عنده قبل خلقهم على أنه هو الله الواحد الأحد لا إله غيره سبحانه و تعالى . و بعد ذلك خلقهم من نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما ثم كسا ( سبحانه و تعالى ) العظام لحماً ثم جعلهم طفلاً ثم رجلاً .
قال الله سبحانه و تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }غافر67

و إليكم هذه الآية التي تحمل الدليل البالغ على شهادة الجميع كفار و مؤمنين بوحدانية الله سبحانه و تعالى حين قال ( جل من قال ) :

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172

أعتقد أنه الآن أصبحت الصورة أكثر وضوحاً للجميع . فقد خلق الله سبحانه و تعالى جميع المخلوقات و قدر لها ما ستكون عليه في حياتها حتى من قبل أن تنزل هذه المخلوقات للأرض . فقدر من هم بعث النار و من هم بعث الجنة . .

و بالتأكيد فإننا نرى يومياً بعث النار يعيشون وسطنا بل و نتعايش معهم و يتعايشون معنا و لكن من منا فكر قليلاً في شأن هؤلاء بعد الموت و البعث أعتقد أنهم قليلون اللذين يحاولون التفكير و التدبر في معنى خلق الله سبحانه و تعالى للخليقة جمعاء .

- و بعث النار من خلق الله . هم البشر الغائبين عن واجباتهم الدينية ( أياً كانت ديانتهم ) . و سواء كانوا رجالاً أو نساء فلا فرق فكما على الرجال واجبات دينية فهناك على النساء أيضاً كما نعلم جميعا .
ليس الغائبين فقط عن الطاعات و الفروض هم بعث النار و لكن أيضاً المنافقون و الكذابون و المراءون و الزناة و اللوطيين و سيئي النية و الحاقدين و الحاسدين و كل من يرتكب فعلاً محرم في الدين هو من بعث النار . و بالطبع النسب متفاوتة . فمن الناس من يرتكب الكبائر و لا يراعي الله في أي شيء في حياته و لهؤلاء حساب يختلف تماماً عند الله سبحانه و تعالى عن المشركين اللذين يعبدون آلهة أخرى غير الله سبحانه و تعالى . كما يختلف حساب أولاء و هؤلاء عن من يدعون أن لله ولداً ( مثلاً ) فلكل من هؤلاء حساب يختلف عن الآخر .
أما النساء من بعث النار فهن المتبرجات – الكاسيات العاريات – المنافقات – الحاقدات – الحاسدات – الزانيات – الى غير ذلك من العادات الغير إسلامية .

و صدق الله العظيم حين قال :

{قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149

و في نظري فإن بعث النار هي تلكم الأرواح التي خلقها الله سبحانه و تعالى و حكم عليها بأن تكون ممن تمتليء بهم جهنم و الجِنة أجمعين كما قال سبحنها و تعالى في كتابه الحكيم

{إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }هود119

{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }السجدة13

أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت . . فصدقاً أني كل يوم أشعر بإقتراب اليوم الموعود أكثر و أكثر من شدة أفعال الناس الغير إسلامية .

ادعوا معي بقلوب موقنة بالإجابة بإذن الله الكريم
اللهم اهدي شباب المسلمين
اللهم اهدي بنات المسلمين
اللهم اهدي رجال المسلمين
اللهم اهدي نساء المسلمين

آمين . آمين . آمين