بنات النت

بنات النت (إن صحة التسمية) أجد أنهن في غالبهن مكبوتات يعانين من مشاكل وهموم وضغوط وفراغ رهيب وحبس بين أربعة جدران .ولعل المتزوجات الأكثر في هذا .
لذا أجد أن في هذا معاناة كبيرة لهن وخاصة إذا علمنا أن رجل البيت وصاحب القوامة يعيش باحثاً عن إشباع رغبات نفسه من خلال الاستلقاء المقيت في الاستراحات أو من خلال السفريات أو من خلال الاستماتة أمام شاشة القنوات الفضائية أو من خلال التسمّر أمام الانترنت وتقليب صفحات الألف منتدى .

وهنا وامام كل هذا ليس أمام النساء المترفات طريقة سهلة لاستغلال الوقت عفواً لضايع الوقت وتفريغ الشحنات الكهربايئة السالبه سوى الانترنت

فوجدن في هذا مرتع خصب وعالم مختلط مفتوح لم يكن ليحلمن به في مجتمع محافظ .عالم يختصر المسافات ويسهل العلاقات حيث السرية والخصوصيه .

فانفتحت شهيتهن لإطلاق المختزل والمخزن في العقل الباطن من ترسبات الأفلام والمسلسلات الرومانسيه .وكأن نافذة الأحلام وجدت بصيص أمل لتحقيق تطلعات خيالية مكبوتة ترتعد فرائصها وهي تترنح بن الرغبة والخوف.

فأخذن يتجهن نحو إختبار القدرات الأنوثية وعالم الصداقات وعالم القلم المختلط .فوجدن صحراء قاحلة متعطشة لقطرة ماء .حيث وجدن شباب . أسم المرأة فقط يثيره ويأخذه الى تخيلات وتحليلات وتفسيرات حتى ربما من الأسلوب أو لون الخط إستشف أنها جميلة بيضاء شعرها أشقر . بينما لو رآها لأصابته حالة هستيرية من شدة تبعثر صفاتها الواهيه.

نعم أخذهن هذا لبخ العطور ونثر الزهور أمام كل موضوع أو مشاركة من عضو ليعشن نشوة التأثير السحري الخلاب .وخاصة أن أغلبهن يشتكين من التهميش والتجاهل وهضم الحقوق بل والتحقير من قبل ولي الأمر وشريك الحياة .فوجدن هنا المتنفس .

بل ربما البعض وجدن هنا أغلب عوامل إشباع حاجات النفس حيث حاجتهن للحنان والعطف والرحمة واللمسات الرومانسية والهمسات الحالمه. فسعين الى التنافس في تسجيل سبق الإطراء عند موضوع هذا العضو وذاك لنيل الوفاء في لحظات بعيدة عن الصفاء بمجرد النظر الى توجه تيار الأكثرية دون تمييز وإستقلال مع علمها أن هذا كله غثاء. ورغم هذا. منهن من إتجهت الى تسحيب الشباب بأسلوبها ومدحها وضحكها حتى تجذبه الى عالمها الأنوثي وماتلبث بعد إستمتاعها بنصرها وبمجرد الوصول أن تتنكب له لتجرب مغامرة أخرى . وإن كانت صادقة وبحاجة الى مساعدة فربما تستمر العلاقة التي قد تتحول من سعياً للبحث عن حل الى علاقة صداقة وغرام وتعلق . وحينها لا تسألها عن التوتر الذي ينتابها ولاتسألها عن العصبية وحدة الطبع ولا تسألها عن تخليها عن واجباتها. ولا تسألها عن مرابطتها المستمرة أمام الجهاز تتنتظر رسالة بل ربما تتنتظر تواجد.ولم تعلم انها أصبحت ضحية لجريمة هي من سل سيفها..

لذا أقول لكل فتاة متزوجة أو غير متزوجه أن لا تجعل النت أكبر همّها ولا تعطيه أكبر من حجمه ولاتجعله سبباً في ضياعها والشماتة بها مهما كان الاغراء !
.وأن تتعامل معه بحذر وأن تعرف طرق وأساليب الشباب في القنص سواء عن طريق المدح والفرفشة أو عن طريق الاغراء والاثار ودغدغة المشاعر. وأن لاتعطي لنفسها الفرصة وأن تقطع الطريق امام العابث .وان تجعل زوجها وأولادها أمام عينيها وان تعطي الجميع من وقتها وأن تصل رحمها وتقوي روابطها الأسرية وتجتهد في التربية والتخطيط للمستقبل وبناء الحياة .