جلب الحبيب الرفاعي الروحاني 0020106960261
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غزوة بئر ذات العلم مع الجان

اذهب الى الأسفل

غزوة بئر ذات العلم مع الجان Empty غزوة بئر ذات العلم مع الجان

مُساهمة  الشيخ الرفاعي الإثنين أبريل 12, 2010 6:17 am

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
روى عن السادات الأخيار والناقلين عن محمد بن إسحاق الواقدى وجماعة من أهل السير والأشارات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة السكاسك والسكون وهو مؤيد منصور بإدن من لا تراه العيون ومعه المهاجرين والأنصار عليه وعليهم من الله السكينة والوقار فبينما هو سائر مع أصحابه إذ نظر إلى الارض تسر الناظرين وهي روضة كانها من أبهج البساتين خفيت من كثرة الطلح ولاراك ليس لها طريق يعرف ولا مسلك يوصف ولم يوجد فيها إلا صريح الغلان وأصوات الجان فلما رأى ذالك النيى صلى الله عليه وسلم تعجب غاية العجب ووقف بأصحابه وأمرهم بالنزول فنزلوا ونصبو الخيام والأعلام للرسول فنزل صلى الله عليه وسلم وهو في وجل عظيم وقلق شديد وقد اعتراه العطش الشديد فكتم ذالك صلى الله عليه وسلم في نفسه ولم يبده لاصحابه شفقة عليهم لانه كان صبوراً على كل الأمور وشفوقا رحيما بالمومنين فما أن أستقربه الجلوس حثى دخل عليه الصحابة وقد شكوا إليه العطش وقالوا يارسول الله أخدنا العطش الشديد ولا نعلم أي طريق نمضي ولا أي مكان نأوى إليه لان الطريق خفيت علينا وحرنا في أمرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يامعشر المجاهدين من منكم يعرف هذه الأرض أ وسال فيها غير هذه المرة فتقدم عبد الله بن أنيس الجهنى وعمرو ابن أمية الضميرى وقالا يارسول الله نحن سلكناها وهى صعبة على سالكيها ووعرة على من نزل بها وهى أرض مقفرة لا يسكنها طير ولا وحش ولا أحد من الإنس ذالك لقلة مائها ولا يسلكها إلا من كان واقعاً لنفسه في المهالك وإننا لما خطرنا بها ما نجانا منها إلا الله تعالى لأنه أعاننا على البعد عنها بالمسير وقد قطعنا مسير ثلاثة أيام بلياليها في أقل من نصف يوم فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم: من ذالك الحديث فبينما هم مع النبي صلى الله عليه وسلم:في ذالك الكلام وهو يخاطبهم كأنه القمر المنير صلى الله عليه وسلم :إذ طلع من صدر البرية فارس في الحديد غاطس مطوق باللثام صعب الزام لم يظهر منهغير حماليق الحدق أو تداويرالأمق وهو قاصدالنبي صلى الله عليه وسلم : وأصحابه فلما راه النبي صلى الله عليه وسلم :قال من منكم يأتني بخبر هذا الفارس فنهض الإمام على رضي الله عنه نحو ذالك الفارس وقال له من أنت أيها الفارس من الرجال ومن تكن من الأبطال والى من تنسب من الاقبال فقال له أنا رجل فزارى من قبيلة بنى فزاز ومن تكون أنت ومن تكون هؤلاى الإمارة فقال له أنا علي إبن ابي طالب عم النيى الغالب وهذا هو ابن عمي محمد صلى الله عليه وسلم: وهذا جيشه العرمرم وهو الذى أرسلني لاجل أن أعرفك بين الامم فلما سمع الفزازى كلام الإمام علي رضي الله عنه أشار بيده غلى الجهة التي أقبل منها وإذا قد خرج منها إثنان وعشرون فارس كلهم ليوث عوابس فلما أقبلوا تلك الفرسان غلى كبيرهم المقداد أخذهم وسار ومعه الإمام علي وما زال بهم حثى أقبل غلى النبي صلى الله عليه وسلم : فلما تقدم عنده كشف لثامه وسلام عليه فرد عليه السلام وتأمله فإذا هو عثبة الفزازى فقال له النيى صلى الله عليه وسلم:ياعتبة ما تصنع أنت وأصحابك في البئر المدهشوالواد المعطش ومن أين أتيت ولمن تطلب وهذا البئر هل فيه عين من الماء أم لا فقال يــــــا رسو الله أعلمك أني خرجت مع هؤلاء الاصحاب في قضاء حاجة لابى حصن الفزازى فضللنا عن الطريق وأضمأنا العطش وعندنا الدليل والرفيق وقد وقع في ذالك البئر المدهش والواد المعطش وما ندرى كيف نتخلص منه وقد هالنا أمره فخرجت أنا وأصحابي وسرت قدامهم لاجل ان نبصر لنا مسلكه أو شيئا من الماء نشربه فبينما نحن ســـــائرون واذا قد من الله علينا بابن عمك فلما رأيت أنا ذالك علمت أن الله فرج عنا الكروب فأشرت غلى أصحابي فأتوا الى فحضرنا بين يديك والحمد لله الذي شرفنا بك وأرانا طلعتك وجللنا من نورك يــارسول فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من عتبة ذالك الكلام زاد عجبه وقال لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ثم التفت صلى الله عليه وسلم : إلى عبد الله وعمرو وقال لهما اتما غلى حديثكما وخبروني عن هذه الأرض فقالا يارسول الله ما سلك فيها عساكر غلا انتكب وما سعى فيها فارس الا انعطب وذالك لا ختلاف طريقها وكثرة غيلانها وصياح جانها وزعقات شياطينها وقلة انسيتها ولا يسلكها الا الساعد القوى لانها عالية جبالها مهولة وما لها وتسمى ارض ذات العلم وأنه قد نزل بها يا رسول الله مهوان ابن سابق في جيش عظيم فهلك منه تلك السنة خمسون ألف فارس من صناديد العرب الأشاوش وكان قد اجتمع غليه ملوك الشام واليمن بأجنادهم وكانو من الفرسان المشهورة والابطالالمخبورة وذالك بخصوص هذا الواد وقد تحاربو مع عمار البئر فعطبهم العمار وألوهم بالسمار والقو عليهم النيران والشرار وما سلك منهم الا أربع فوارس وهذا ما عندنا يارسول الله أبديناه فقال عتبة ابن حصن صدق يارسول الله عمرو وعيد لاننا لما اتينا إليها ووقفنا عليها سمعنا كرب جانهاوصرخات شياطينها وزعقات اباليسها وان فيها جانا ترمى من أفواهها النيران والدخان وأننا سمعنا عن سكانها أنهم قد أهلكوا كثيرا من الأمم وسائر عساكر العرب والعجم ولم يقدر أحد من تلك البئر وهذا الامر خطير واننا قد رجعنا بالعطش وابلينا بالدهش ولم نشرب شيئا من مائها وخفنا على أرواحنا من شياطينها وكصرة هوامها وان تلك البئر يارسول الله عليها علم منصوب وعليه شعر مكتوب وهو :
يا راكبا ياتي الى البئر العلـــــــــم.....فانه بئر عظيم محتكــــــــــــــــم
قد غمروه الجان من صخر الصمم .....هم ساكنون به زمانا من قـــــــدم
وأرموه لوارد من كل الامــــــــــم .....من كل فرسان وعرب مع العجم
وكل من اتى غليها انهـــــــــــــزم .....وناله منها هلاك مـــــع عــــــدم
وكل ما قد قيل شاع كالعلــــــــــــم ......فابعدوا يا ناس عـــن بئر العلــم
ثم قال يارسول الله وأنا لما تقربنا غليها سمعنا قائلا يقول كل من يقرب بئرنا يلقى العطب ويبلى بالشدائد والكرب ويعود مرميا على الثرى مكبكب والنار فيه تلهب فلما سمع ذالك اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما لنا من طاقة لذالك فاننا لا نقدر على قتال الجان فدعنا يارسول الله نسير من هذه الأرض ونتركها ولا نعترض لها ونسلم من نارها واذاية شياطينها ولا نلقى بانفسنا إلى التهلكة فعند ذالك قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ثم قال صلى الله عليه وسلم يامعشر المؤمين غني أحببت أن أسير غلى تلك البئر وأنا أرجو من الله ان يكون فتحه على يدي فمن منكم يمضى إلى البئر ويكشف لنا الخبر واضمن له من الله الجنة فوثب عند ذالك ابو العاص بن ربيعة وقال له يارسول الله أنا اتيك بالخبر ولو أموت واقبر وانى جعلت روحلى لك الفداء ولا تشمت بك العداء واني قد نزلت مرة أخرى بهذه الأرض ومعى عشرون عبدا فظهرت لنا جنود الشياطين فأبادوا العبيد أجمعين وسلمت أنا وحدى واليوم قد من الله علينا بك وأريد أن تبعثنى لا جاهد بين يديك في سبيل الله وسبيلك والقى اليهم الحجة فلعلهم يطيعون ويجيبون الى ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم
قم يا أبا العاص وسر إليهم بارك الله فيك فنهض أبو العاص وتقلد بسيفه وحجنته وأعتقل برمجه وكامل عدته وركب جواده وقوى همته وقد ضم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أبطال فوارس منهم أبو داجانة الأنصاري وعبادة الخزراجي وعمر بن أمية الضمرى وعبد الله بن أنس الجهنى وسلمة بن الاكوع وعتبة بن معقل وعبد الله بن عجلان وقيس بن سعد وعبد الله الأنصارى وهذا أبو العاص وأمر الجميع بالمسير مع أبى العاص وأخذوا معهم عشرة جمال يحملون لهم القرب والنواضج
فلما سار أبو العاص مع لأصحابه واستقبلوا البئر بصدورهم وفي أوائلهم جعل ينشد ويقول:
لا بد لى أن أسير في وسط الاكم...... وأقطع الصفار مع هذا الركم
وأقاتل الاعداء وابذل الهمــــــــــم..... في رضا المختار سيد الامم
أن من جميع الجن في وسط الاكم..... وكل من يكون في بئر العلم
أنا الذي قد بعث نفسى للعــــــــــدم.....في طاعة الرحمن بارىء النسم
أن يقتلونى وبلونى بالعـــــــــــــدم..... أفوز في دار النعيم بالنعم
فقد ضمن لى المصطفى خير الامم .....الجنة العليا وهو أهل الكرم
أنا الذى قد فزت في أزل القــــــدم ......بالسعد قد اضحى شهيرا كالعلم
لا بد أن القى بليل كالظلـــــــــــم .....وهم طغاة الجن في ذاك الاكم
روح الفداء لزين العرب والعجــم ..... هو أحمد المختار كشاف الغمم
صلى الله عليه بارىء النسيـــــــم .....وخصه بالمعجزات وبالعلم
(قال الروى ) ولم يزل سائرا مع أصحابه حثى وصل إلى البئر فرأوا هناك كثيبا من الرمل قريبا من تلك البئر وهو كأنه الجبل العالى يخرج منه الشرر والنار هذا وقد لاح لهم العلم المنصور الذى قدمنا ذكره وقد أخدتهم الرعدة الشديدة لما عاينوا ذلك وارتعدت فرائصهم وحاروا في أمورهم هذا ولكنهم أقبلوا على الاهوال بصدورهم واعوا أنفسهم في مرضاة ربهم وتقربوا من ذلك المكان وإذا قد خرجت من الأرض صرخة عالية تزلزلت الجبال لها فأخذهم الانذهال وحارت منه الأفكار وارتبكت الاحوال وقشعرت منهم الابدان وصمت منهمالاذان وخرس منهم اللسان وقد رأوا كتائب النيران من البئر من النار تتلهب وعلى وجه الارض تتكبكب والحصى كالحجر يتوقد ورأوا لهيبا يخطف الابصار ويحير الافكار فما كان من المسلمين إلا أنهم جعلو يتلون القرأن ويتحفظون بكلام الواحد الديان وهم إلى الله يبتهلون وبكلامه يستغثون وعلى ربهم يتوكلون وله يللهون ويطلبون النجاة ممن لا تراه العيون هذا وقد عمت النيران وتعاظم الدخان وقويت الضجات وعلت الصرخات فكبر الخوف عند العشرة فرسان فعند ذلك رجعوا العشرة الذين كانو مع أبى العاص لما رأوا تلك الأهوال وتأخروا غلى ورائهم في التلال فناداهم أبو العاص وقال يا رجال أمن الموت تجزعون ومن الاعادى تفزعون الا سمعتم قول من لا تراه العيون انا لله ونا اليه راجعون فان كان لنا سعد فاننا نكون الفائزون وان كانت الاخرى فزنا بجنات وعيون فارجعوا ولا تهربوا ولا تفزعوا قال الروى فلما سمع ذالك الكلام العشرة رجال رجعوا اليه في عاجل الحال وقد تغيرت منهم الاحوال ولكنهم باعوا نفوسهم وأقبلوا على ذى الجلال وتركوا الاهل والدار ثم تقدموا معه غلى البئر وهم متوكلون على اللطيف الخبير وغذا قد طلع عليهم منها شخص يرمى بالنار من أشداقه وينفخ عليهم الدخان من اماقه فلم يبال بذلك أبو العاص بل أنه تقدم الى البئر وأنشد يقول
أنى رسول اليكم يامعشر الجان ......من عند سيد ولد عدنان
هو الشفيع المطهر ذى الامان ....... شفيع الانام من شدة الطفيان
أرسلني اليكم يا عصبة الطغيان....... أحذركم وأندركم همة وبيان
فإن أطعتم أحمد العدنـــــــــان ...... كنتم فائزين غدا من النيران
وإن أبيتم يا حماة الجـــــــــان ..... أبليتكم بنكبة وهوان
من أطاع الله فهو من إخواني.....ومن أصحاب هذا النبى العدنان
(قال الراوى) فلما سمع العفريت شعر أبى العاص تقرب منه وتقدم إليه وأجابه على شعره:
يا أيها الوارد لارض الجان ..... ما أنت شكلى ولا أقرانى
نحن عتات الجان والفيـلان ......وكل مارد أقوى من شيطان
وأبدنا من فارس عرمـــــان ..... من سادة العجم مع العربان
طابت لنا معالم الوديــــــان ..... واجتمعنا فيها مدى الأزمان
وهلكنا السادة مع الأقـــران...... وكل من أتانا يعود بالخسران
وإن أتى إلينا سيد ولد عدنان ..... ما أطعناه في قول ولا بيان
وان لم تعد من هذه الوديـان ..... لاذيقنك الان كأس الهوان

الشيخ الرفاعي
Admin

المساهمات : 1995
تاريخ التسجيل : 15/03/2010

https://el-refaeii.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى